فصل: (سورة ق: الآيات 31- 37):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



2- الاستعارة المكنية: يجوز حمل قوله تعالى: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} على الاستعارة المكنية التخييلية، وعلى هذا درج المعتزلة ومن قال بقولهم من أهل السنّة، قال الزمخشري: وسؤال جهنم وجوابها من باب التخييل الذي يقصد به تصوير المعنى في القلب وتثبيته، وفيه معنيان أحدهما أنها تمتلئ مع اتساعها وتباعد أطرافها حتى لا يسعها شيء ولا يزاد على امتلائها لقوله تعالى: {لأملأنّ جهنم}، والثاني أنها من السعة بحيث يدخلها من يدخلها وفيها موضع للمزيد، ويجوز أن يكون هل من مزيد استكثارا للداخلين فيها أو طلبا للزيادة غيظا على العصاة والمزيد إما مصدر كالمحيد والمحيد وإما اسم مفعول كالمبيع ويجوز حمله على الحقيقة، وقد جرى جمهور أهل السنّة على الحقيقة وأنكروا على الزمخشري وغيره إطلاق التخييل وقالوا هو منكر لفظا ومعنى. أما لفظا فلأنه من الألفاظ الموهمة في حق جلال اللّه تعالى وإن كانت معانيها صحيحة وأيّ إيهام أشد من إيهام لفظ التخييل، ألا ترى كيف استعمله اللّه فيما أخبر أنه سحر وباطل في قوله: {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى} فلا يشك في وجوب اجتنابه، وأما المعنى فلأن أهل السنّة يعتقدون أن سؤال جهنم وجوابها حقيقة وأن اللّه تعالى يخلق فيها الإدراك بذلك بشرطه. هذا وقد تعلق الشعراء بأهداب هذه البلاغة العالية وكان أول من رمق سماءها الفرزدق إذ قال في زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب في قصيدته التي أولها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ** والبيت يعرفه والحلّ والحرم

فقال:
يكاد يمسكه عرفان راحته ** ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

وتبعه أبو تمام:
لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه ** لخرّ يلثم منه موطئ القدم

وأخذه البحتري وأجاد:
فلو أن مشتاقا تكلف فوق ما ** في سعة لسعى إليك المنبر

ونهج المتنبي هذا النهج بقوله:
لو تعقل الشجر التي قابلتها ** مدّت محيّية إليك الأغصنا

أما في الجاهلية فقد ورد هذا المعنى في قول عنترة واصفا فرسه من معلقته:
فازور من وقع القنا بلبانه ** وشكا إليّ بعبرة وتحمحم

هذا ولا يفوتنّك ما في هذه الاستعارة من جمال التخييل الحسّي والتجسيم لجهنم المتغيظة والنهمة التي لا تشبع وقد تهافت عليها أولئك الذين كانوا يصمّون في دنياهم آذانهم عن الدعوة إلى الهدى، ويصرّون على غيّهم ولجاجهم وها هم الآن يستجيبون لدعوتها مرغمين.

.[سورة ق: الآيات 31- 37]:

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (35) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)}.

.اللغة:

{وَأُزْلِفَتِ} وقربت تقول أزلفه: قربه وأزلف الأشياء: جمعها وأزلف الدليل القوم: حملهم على التقدم، وأزعجهم مزلفة بعد مزلفة أي مرحلة بعد مرحلة.
{مَحِيصٍ}: معدل وفي القاموس: حاص عنه يحيص حيصا وحيصة وحيوصا ومحيصا ومحاصا وحيصانا عدل وحاد كانحاص أو يقال للأولياء حاصوا وللأعداء انهزموا والمحيص المحيد والمعدل والمميل والمهرب ودابة حيوص نفور والحيصاء الضيقة الحياء وقال في مادة بيص ووقع في حيص بيص وحيص بيص وحيص بيص وحيص بيص بفتح أولهما وآخرهما وبكسرهما وبفتح أولهما وكسر آخرهما وقد يجريان في الثانية وفي حاص باص أي اختلاط لا محيص عنه وجعلتم الأرض عليه حيص بيص وحيصا بيصا ضيقتم عليه حتى لا يتصرف فيها وحيص بيص لقب الشاعر التميمي شهاب الدين، وحيصة بيصة لفظتان رويتا عنه في وصفه زحمة الناس فتغلبتا على اسمه ولقب بهما، له شعر في الوصف والهجاء والمديح، لغته عربية قحة، توفي في بغداد سنة 1179م.

.الإعراب:

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} الواو حرف عطف و{أزلفت} فعل ماض مبني للمجهول و{الجنة} نائب فاعل و{للمتقين} متعلقان بأزلفت و{غير بعيد} منصوب على الظرفية لقيامه مقام الظرف لأنه صفته أي مكانا غير بعيد، وأجاز الزمخشري نصبه على الحال قال: وتذكيره لأنه على زنة المصدر كالزئير والصليل والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث أو على حذف الموصوف أي شيئا غير بعيد.
{هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} {هذا} مبتدأ و{ما} خبره وجملة {توعدون} صلة و{لكل} جار ومجرور بدل من قوله: {للمتقين} بتكرير الجار وجملة {هذا ما توعدون} اعتراضية فصل بها بين البدل والمبدل منه.
{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} {من} بدل من {كل} بعد كون {كل} بدلا من المتقين إلا أنه بدل من المتقين أيضا لأن تكرر البدل مع كون المبدل منه واحدا لا يجوز، ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي هم من خشي أو مبتدأ خبره جملة {ادخلوها بسلام} كما سيأتي لأن من في معنى الجمع، وأجاز الزمخشري أن يكون منادى كقولهم من لا يزال محسنا أحسن إليّ، وحذف حرف النداء للتقريب وجملة {خشي الرحمن} صلة و{بالغيب} حال من المفعول به أي خشيه وهو غائب لا يعرفه.
{ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} الجملة مقول قول محذوف كما تقدم و{ادخلوها} فعل وفاعل ومفعول به و{بسلام} حال من الفاعل أي سالمين من كل مخوفة فهي حال مقارنة و{ذلك} مبتدأ و{يوم الخلود} خبر.
{لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ} {لهم} خبر مقدم {ما} ومبتدأ مؤخر وجملة {يشاءون} صلة و{فيها} حال من الموصول أو متعلق بيشاءون {ولدينا} ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم و{مزيد} مبتدأ مؤخر.
{وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} الواو استئنافية والكلام مستأنف مسوق لذكر إهلاك قرون ماضية و{كم} خبرية منصوبة بما بعدها على المفعولية و{أهلكنا} فعل وفاعل و{قبلهم} ظرف متعلق بمحذوف حال و{من قرن} تمييز {كم} الخبرية و{هم} مبتدأ و{أشد} خبر والجملة صفة لكم أو لتمييزها و{منهم} متعلقان بأشد و{بطشا} تمييز، {فنقبوا} الفاء عاطفة ونقبوا فعل وفاعل والعطف على المعنى كأنه اشتد بطشهم فنقبوا و{في البلاد} متعلقان بنقبوا، و{هل} حرف استفهام و{من} حرف جر زائد و{محيص} مجرور لفظا مرفوع على الابتداء محلا والخبر محذوف تقديره لهم أو لغيرهم وجملة {هل من محيص} مقول قول محذوف وجملة القول حالية من واو نقبوا أي فنقبوا في البلاد قائلين هل من محيص.
{إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} {إن} حرف مشبّه بالفعل و{في ذلك} خبر إن المقدّم واللام المزحلقة للتأكيد وذكرى اسم إن و{لمن} متعلقان بمحذوف صفة {لذكرى} وجملة كان صلة و{له} خبر كان المقدم و{قلب} اسمها المؤخر و{أو} حرف عطف و{ألقى السمع} فعل وفاعل مستتر ومفعول به والواو حالية و{هو} مبتدأ و{شهيد} خبر.

.البلاغة:

في قوله تعالى: {لمن خشي الرحمن بالغيب} إذ كيف تقترن الخشية باسم الرحمن الدّال على سعة الرحمة والجواب أن في ذلك مبالغة في الثناء على الخاشي لأنه إذا خشيه وهو عالم بسعة رحمته فناهيك بخشيته التي ما بعدها خشية، كما أثنى عليه بالخشية مع أن المخشي منه غائب.

.[سورة ق: الآيات 38- 45]:

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعًا ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقولونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالقرآن مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (45)}.

.اللغة:

{لُغُوبٍ} تعب وفي المختار اللغوب بضمتين التعب والإعياء وبابه دخل، ولغب بالكسر لغوبا لغة ضعيفة وفي المصباح أنه من باب قتل وفي القاموس: أنه من باب منع وكرم أيضا.
{أَدْبارَ} بفتح الهمزة جمع دبر بضمتين وقرئ بكسر الهمزة على أنه مصدر قام مقام ظرف الزمان، وقد قرأها نافع وابن كثير وحمزة، وقال جماعة من الصحابة والتابعين: {إدبار السجود} الركعتان بعد المغرب وإدبار النجوم الركعتان قبل الفجر.

.الإعراب:

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ} الواو استئنافية والكلام مستأنف مسوق للردّ على اليهود الذين قالوا إن اللّه خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح واستلقى على العرش يوم السبت فلذلك تركوا العمل فيه. واللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق و{خلقنا} فعل وفاعل و{السموات} مفعول به {والأرض} عطف على {السموات} و{في ستة أيام} متعلقان بخلقنا والواو عاطفة أو حالية و{ما} نافية و{مسّنا} فعل ماض ونا مفعول به و{من} حرف جر زائد و{لغوب} مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل.
{فَاصْبِرْ عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} الفاء الفصيحة واصبر فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت و{على ما يقولون} متعلقان باصبر {وسبّح} فعل أمر و{بحمد ربك} حال من فاعل سبّح أي صلّ حامدا و{قبل طلوع الشمس} ظرف متعلق بسبّح {وقبل الغروب} عطف على الظرف.
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ} الواو عاطفة و{من الليل} متعلق بسبّح والفاء عاطفة وسبّحه فعل أمر وفاعل مستتر والهاء مفعول به و{أدبار السجود} ظرف.
{وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ} عطف على ما تقدم و{استمع} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت ومفعوله محذوف أي واستمع نداء المنادي والظرف متعلق باستمع وقيل تقدير المفعول ما أقول لك فعلى هذا يكون يوم منصوبا بيخرجون مقدّرا مدلولا عليه بقوله: {ذلك يوم الخروج} وحذفت ياء ينادي اتباعا للرسم والمناد فاعل وحذفت الياء في بعض القراءات للرسم أيضا و{من مكان} متعلقان بينادي و{قريب} نعت والمنادي هو إسرافيل وقيل هو جبريل والنافخ إسرافيل ورجحه الشهاب الخفاجي.
{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} الظرف بدل من الظرف الأول وجملة {يسمعون} في محل جر بإضافة إذا إليها و{الصيحة} مفعول به و{بالحق} حال من الواو في {يسمعون} أو من {الصيحة} و{ذلك} مبتدأ و{يوم الخروج} خبر.
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ} إن واسمها و{نحن} ضمير فصل أو مبتدأ وجملة {نحيي} خبر {إنا} أو خبر {نحن} والجملة خبر إن {وإلينا} خبر مقدم و{المصير} مبتدأ مؤخر.
{يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعًا ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ} الظرف بدل مما قبله ومنعه بعضهم لتعدده وعلّقه بالمصير وجملة {تشقق} في محل جر بإضافة الظرف إليها وأصل تشقق تتشقق وقرئ بتشديد الشين بإدغام التاء الثانية فيها و{الأرض} فاعل و{عنهم} متعلقان بتشقق و{سراعا} حال من الضمير في {عنهم} و{ذلك} مبتدأ و{حشر} خبر و{علينا} متعلق بيسير و{يسير} خبر {ذلك}.
{نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقولونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} {نحن} مبتدأ و{أعلم} خبر و{بما} متعلقان بأعلم وما موصولة أو مصدرية والواو حرف عطف و{ما} نافية حجازية و{أنت} اسمها و{عليهم} متعلقان {بجبار} والباء حرف جر زائد وجبار مجرور بالباء لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما.
{فَذَكِّرْ بِالقرآن مَنْ يَخافُ وَعِيدِ} الفاء الفصيحة و{ذكر} فعل أمر و{بالقرآن} متعلقان بذكر و{من} مفعول به وجملة {يخاف} صلة و{وعيد} مفعول {يخاف} وحذفت ياء المتكلم اتباعا للرسم. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة ق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
من قال (ق) جعل قسم الواو في (والقرآن) عاطفة، ومن قال غير ذلك كانت واو القسم وجواب القسم محذوف، قيل هو قوله (قد علمنا) أي لقد وحذفت اللام لطول الكلام، وقيل هو محذوف تقديره: لتبعثن أو لترجعن أو على ما دل عليه سياق الآيات، و(بل) للخروج من قصة إلى قصة، وإذا منصوبة بما دل عليه الجواب: أي يرجع.
قوله تعالى: {فوقهم} هو حال من السماء أو ظرف لينظروا {والأرض} معطوف على موضع السماء: أي ويروا الأرض ف {مددناها} على هذا حال، ويجوز أن ينتصب على تقدير: ومددنا الأرض، و(تبصرة) مفعول له أو حال من المفعول: أي ذات تبصير أو مصدر: أي بصرناهم {تبصرة وذكرى} كذلك.
قوله تعالى: {وحب الحصيد} أي وحب النبت المحصود، وحذف الموصوف.
وقال الفراء: هو في تقدير صفة الأول: أي والحب الحصيد، وهذا بعيد مما فيه من إضافة الشيء إلى نفسه، ومثله حبل الوريد: أي حبل العرق الوريد وهو فعيل بمعنى فاعل: أي وارد، أو بمعنى مورود فيه {والنخل} معطوف على الحب، و{باسقات} حال {ولها طلع} حال أيضا و{نضيد} بمعنى منضود، و{رزقا} مفعول له، أو واقع موقع المصدر، و{به} أي بالماء.
قوله تعالى: {ونعلم} أي ونحن نعلم، فالجملة حال مقدرة، ويجوز أن يكون مستأنفا.
قوله تعالى: {إذ يتلقى} يجوز أن يكون ظرفا لأقرب، وأن يكون التقدير: اذكر، و(قعيد) مبتدأ، وعن الشمال خبره، ودل قعيد هذا على قعيد الأول: أي عن اليمين قعيد، وقيل قعيد المذكور الأول والثاني محذوف، وقيل لا حذف، وقعيد بمعنى قعيدان، وأغنى الواحد عن الاثنين، وقد سبقت له نظائر، و{رقيب عتيد} واحد في اللفظ، والمعنى رقيبان عتيدان.
قوله تعالى: {بالحق} هو حال أو مفعول به.
قوله تعالى: {معها سائق} الجملة صفة لنفس أو كل أو حال من كل، وجاز لما فيه من العموم، والتقدير: يقال له لقد كنت، وذكر على المعنى.
قوله تعالى: {هذا} مبتدأ، وفي {ما} وجهان: أحدهما هي نكرة، و{عتيد} صفتها ولدى معمول عتيد، ويجوز أن يكون لدى صفة أيضا فيتعلق بمحذوف، و{ما} وصفتها خبر هذا.
والوجه الثاني أن تكون {ما} بمعنى الذي، فعلى هذا تكون {ما} مبتدأ، ولدى صلة، وعتيد خبر {ما}، والجملة خبر هذا، ويجوز أن تكون {ما} بدلا من هذا، ويجوز أن يكون عتيد خبر مبتدأ محذوف، ويكون {ما لدى} خبرا عن هذا: أي هو عتيد، ولو جاء ذلك في غير القرآن لجاز نصبه على الحال.